بغداد-فلسطين الاعلامية :كشفت صحيفة 'نيويورك ديلي نيوز' الأمريكية الثلاثاء 5-5-2009 وثيقة قالت إنها حصلت عليها من مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهي عبارة عن رسالة بخط صدام حسين يتحدث فيها عن تعذيب تعرّض له وطال كل جسده فضلاً عن حرمانه من النوم.
وعلق الصحافي الأمريكي البارز رونالد كيسلر في تصريح قائلاً: 'الرسالة صحيحة لكن كاتبها بلا مصداقية'، وكيسلر هو مؤلف أشهر كتاب تناول فيه سيرة أحد المحققين مع صدام حسين.
الرسالة
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الرسالة جزء من ملف صدام الموجود لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي 'إف بي آي' والمكون من 352 صفحة.
وكتب صدام الرسالة الأولى عقب 9 أيام على اعتقاله في تكريت يوم 15 ديسمبر 2003 طلب فيها مبلغ مليون دولار كان بحوزته أثناء الاعتقال.
وبدأ صدم حسين الرسالة: 'بسم الله الرحمن الرحيم.. من صدام حسين رئيس جمهورية العراق إلى من يهمه الأمر'.
وأضاف 'مضى عليّ في المكان الذي أنا فيه من 13-12-2003 حيث أسرت إلى هذا اليوم 26-12-2003، وعدا عن الأذى والضرب الذي أصابني بعد أن شدوا وثاقي في 13-12، والتي لم تُعفِ أي جزء من جسمي من الأذى المبرح التي قامت به زمرة الاعتقال، والتي مازالت آثار البعض منها ظاهرة على جسمي الآن، فإن ما أردت أن أخبر الجهات المعنية الآن هو أن النوم بالنسبة لي في هذا المكان محدود وشبه نادر، إن الايام الثلاثة الأخيرة مجموع نومي فيها لا يتعدى الأربع والخمس ساعات لكل الأيام'.
وقال متحدثاً عن السجن الذي كان فيه: 'المكان الذي أنا فيه شأنه شأن كل أماكن الاعتقال، حيث تحول إلى مكان لتعذيب المعتقلين ليلاً بوجه عام، ونهاراً أيضاً في كثير من الأحيان، بالاضافة إلى المؤثرات الصوتية المزعجة لمن يجري استنطاقه أو تعذيبه، ولا أعتقد أن هنالك من قلبه مرهف إنسانياً يستطيع أن ينام وسط صياح المعذِبين والمعذَبين'.
مصداقية
وأصدر رونالد كيسلر في وقت سابق كتاب 'ذا تيروريست واتش' الذي يتضمن حواراً مطولاً مع جورج بيرو، وهو مدير فريق تحقيقات أرسله مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي للتحقيق مع صدام حسين في سجنه.
وكان أحد أبرز صحافيي 'نيويورك تايمز' وصاحب أكثر الكتب مبيعاً وعددها 17 كتاباً تناولت شخصيات رئيسية في الحياة الأمريكية، منها كتاب عن الحياة اليومية في البيت الأبيض، وكتاب مثير عن 'لورا بوش'. ويعمل حالياً مراسلاً في واشنطن لمجلة 'نيوز ماكس' الأمريكية الشهيرة، ونال خلال مسيرته الصحافية 16 جائزة.
وأضاف كيسلر 'معاملة صدام حسين في السجن كانت إنسانية خاصة من قبل المحقق جورج بيرو الذي جلب له ذات يوم الحلويات، ووفق معلوماتي الخاصة لم تعذب الولايات المتحدة صدام حسين ابداً ومكتب التحقيقات الفيدرالي غير معنيّ بهذه القضايا'، بحسب تعبيره.
وتابع: 'ما كتبه صدام عن التعذيب ربما هو مارسه بحق معارضيه في السجون